قصة قصيرة من نوع آخــر - آخر وداع-

آخر وداع

قطعت شريانها لحبها له..
ضحت بحياتها مقابل كلمة احست بها منذ زمن
لكن تلك الكلمة لم تعجب البعض..
كانت بالنسبة لهم ككابوس موحش..
القت تلك الكلمة في اصداء نفوسهن صوت مزعج..
جعلهم يصّرون على ايقاف ذلك الشعور التي احست به تلك
الفتاة...
التي احبت من قلبها..عشقت من قلبها..وبقيت هكذا حتى
مماتها..
أُغلِقَ الباب وصرخات السكين تنادي..
اقــطــع..اقـــطـــع...
تجرأت وفعلتها فلم تعد تحتمل ان تعيش في هذا الوضع السيء
دقيقة اخرى
بلحظة اغمضت عينيها
سال الدم
انتثرت القطرات هنا وهناك..
سعدت السكين لأن نداءها قد لبته اخيرا..
لم تمضِ سوى دقائق معدودة حتى صرخت الام صرختها
كالمجنونة
فابنتها ربما ماتت وربما تموت الآن..
صرخت ونادت
ابنتـــي ... لآآآآآآ...ابــنتي..

صوت سيارة الاسعاف يشدو في كل مكان
السيارة مسرعة
الأم تبكي
الفتاة تنزف..
دماؤها باتت تملأ ثيابها كأنما سكبت الدم سكباً..
كانت الام تتحسر وتندب
تضرب نفسها..
ربما احست بذنبها الآن ..ربما شعرت ان سبب ماقامت به ابنتها
هو..جنونها..عصبيتها..افكارها القديمة
؟؟
هي وكل من كان حول تلق المستلقية على الفراش الابيض
بين.. الـحــياة..والــموت..

وأخيراً.وصلت السيارة الى المشفى
اسرع المساعدون لاستقبال الفتاة
كلهم هرعوا اليها..
الأطباء ..الممرضين..
لأنهم يعلمون ان حالتها خطرة..
وربما يفقدونها في أي لحظة..
وربما فقدوها فعلا..

كان السرير يجري بين الاروقة بسرعة خاطفة نحو الاسعاف
وكان الجميع ينظرون ويلتفتون نحو تلك الفتاة التي باتت
شبه القتيلة..
ينظرون لها تمر من امامهم بسرعة ويتهامسون فيما بينهم..
يا ترى ما الذي حصل لها؟؟
يا الهي ما كل تلك الدماء؟؟

لم تكن امها تملك سوى ان تبكي خوفا على حياة ابنتها..
التي قررت تلك الأخيرة ان يكون موتها خير لها من ان تعيش
بعيدة عنه..

دخلت غرفة الاسعاف وراؤها الاطباء..ومُنِعَت والدتها من
الدخول..
احست في قلبها انها آخر مرة سترى فيها طفلتها..

قضت الأم النصف ساعة الماضية جيئة وذهابا في الممر
منتظرة خبر يطفئ لهيب قلبها المشتعل..
فجأة..
فُتِحَ الباب وخرج طبيب ومعه ممرضتان
هز رأسه يمنى ويسرى
حرك شفتاه وقال..
عملنا ما بوسعنا ..لنترك البقية لإرادة الله
الفتاة نزفت كثيراً وخسرت كمية كبيرة من الدماء
لذا لننتظر استجابة جسمها للدم المُتَبَرع به

نُقِلَت الى غرفة عادية ريثما يتم تجهيز غرفة العناية
فتحت عيناها..احست بالدوار..
نادت.حـ..حــ..حــبيبي...
فلم يجبها..
أجابتها امها..
حبيبتي أنتِ بخير..
نظرت الطفلة لعيني والدتها وامتلأت عينا الأخيرة بالدموع
وجلست الى جانبها
تقول لها : انا اسفة يا ابنتي ارجوكِ سامحيني..
عندها احست الفتاة كأن روحها..حان وقت خروجها...
شعرت بالموت يقترب منها كثيراً..
شعرت بهمساتها الناعمة تخرج..واستطاعت ان تنطق
بعد جهد..
بعد الم اسكتها..
أمـــي...أرجوكِ اريد رؤيته..
أرجوكِ اريد ان اموت وهو بقربي..
اريد أن اراه الآن..

لم تستطع الأم ان ترفض طلب ابنتها التي باتت تموت امامها
شيئاً فشيئاً..
وبدون تراجع وافقت..
طلبت الرقم من ابنتها
اتصلت..
اجابها باستغراب للرقم..

-نعم..
-مرحباً..اريد ان اخبرك
شيئاً.
-تفضلي..ولكن من المتحدث
-انا..أمــهــا..
-أهلا ..اهي بخير ؟ مالذي
حصل؟؟
-انها تلقط انفاسها الأخيرة ربما تموت في اي لحظة..وطلبها الأخير كان رؤيتك..
- مـ..مــ..مــ..مـــاذا؟؟؟؟؟؟؟؟
يا الــهي مالذي حصل.؟؟
-لا وقت للكلام عليك ان تسرع..فهي بانتظارك..

وقع الهاتف من يده وجلس على طرف سريره منهارا وهو يبكي..
وينادي حبيبتي...لآآآآآآ
ملأت الدموع عينيه وكانت وجنتاه غارقة بدموع الحرفة التي
يذرفها الآن على تلك الفتاة التي وقفت معه في اصعب مشاكله..ولم تتخلى عنه في اصعب ظروفها
واحبته وعشقته من كل قلبها..
دموع تسيل..
بكاء مرير يعلو في المنزل..
انتبهت والدته..
احست ان ابنها غير طبيعي..
هرعت عليه لتراه وكأنه فقد روحه..
كأنه بلا عقل وهو ينادي ويصرخ..
كان صوته عاليا جدا..
اقتربت منه وهي تنظر له..
- ماذا هناك؟؟
-انها حبيبتي..انها تموت..سافقدها..هذا مستحيل..
- مالذي تنتظره اذا اذهب اليها بسرعة..
-لا استطيع رؤيتها تموت
لا استطيع رؤيتها تتألم..
-انسَ ذلك واذهب اليها..فهي مشتاقة لرؤيتك...هيا لا تنتظر
اكثر..

ارتدى حذاءه وذهب..يركض بين الشوارع كالمجنون..
حتى انه نسي ان يستقل سيارة تنقله..
الى ان عاد الى رشده قليلاً...
وركب تاكسي..
ووصل..

وكانت امه خلفه ...خشيت ان يصيبه مكروه..بعد ذلك الخبر
الذي سمعه
فهي تعلم قدر حبه وعشقه الغير محدود لها..

دخل قسم الاستعلامات..بكل لهفة ..بكل غباء سيطر
على عقلها لحظتها..
قال : اريد رؤية حبيبتي..ارجوكِ..اريد رقم غرفتها..
نظرت الممرضة له نظرة غريبة..
وقالتك من تقصد..؟
لدرجة حبه لها ..لدرجة خوفه ان تموت قبل ان يصل اليها...
قال : وصلت مؤخراً ..انها تريد رؤيتي..

ففهمت مقصده..
واعطته رقم الغرفة الذي لن ينساه ابدا..
6212

ركض مسرعأ..
ووجد امها تقف امام الباب..
وقال..لآآآ؟؟
قالت ..: لا تخف..
ما تزال على قيد الحياة..

دخل بهدوء..
فتاة فاتنة ، رائعة
بقلبها الطيب..بروحها المرحة..بحياتها الصاخبة..
المجنونة ، العفوية ، العاشقة...
وجدها هادئة..شبيهة بملاك
مستلقٍ على سرير ابيض..
اقترب..ووضع يده بكل
حنان ولطف على يدها...

فُتِحَت تلك العينان المليئتان بالبريق اللامع..بالدموع..بالشوق.
سُعِدَت لرؤيته..ابتسمت ابتسامة مؤلمة..
وقبل ان يقول شيئاً..قالت له بهمسات ناعمة..
كما اعتاد ان يسمع من فمها..
كما اعتاد ان يخبره قلبها..
أحـــبـــك..
وسأبقى احبك حتى أموت..
ولكن الموت اقترب مني..
لذا لا تعتقد ان حبك سينتهي هنا..
حبك سآخذه معي الى قبري..
ولا اريد ان تقف حياتك هنا..
اكمل بدوني وتذكر دوما..
ان هناك فتاة ضحت بحياتها مقابل حبها لك..
لا تظن أني فعلت هذا لأحد..
انه لأجلك انت..
انت فقط..
حـــبـــيــبي..
أرجوك سامحني على كل شي..
على كل مرة حزنت..
على كل دمعة نزلت من عينيك حين بكيت..
كل مرة اغلقت الهاتف وانت غاضب مني..
وحتى كل فرحة ادخلتها الى قلبك..
على كل ابتسامة جعلتك تبتسمها..
على كل شيء..
والشيء الوحيد الذي لن اعتذر عنه..
هو..حبــــي لك..
لا تنساني وابقَ الى الأبد تذكر ايامنا..
تذكر الليالي التي كنا نسهرها سويا..
الضحكات..الأوجاع..الأحزان..
المشتركة..
لا تنسى أبداً..
أودعك الآن..وهذه اسعد
لحظاتي لأني شعرت بك بقربي..
ممسكا يدي..وجالسا على ركبتيك امامي تبكي..
وتريد ان تقولها..
ان تقولها لي..
أحبــكِ...
ولكن لا اريد ان اتعذب منها اكثر..
الى هنا انتهي
أودعك وداعي الأخير يا من سكنت قلبي..
....
وبكل هدوء..بكل حب..أغلق ذاك الملاك عينيه..
وكانت تلك النظره..كان ذاك الوجه آخر ما رأته..
اغمضت عينيها بسلام..
وذرف ذاك الجالس قربها اصعب دموعها..
ودعها لآخر مرة..ورددها بحرقة قلــب..

أحــبك
أحــــبك
أحـــــــــــــبك

رووووووووووووعة بمعنى الكلمة
حتى عيوني دمت تصدقين
تسلم أيدك
اكملي إبداعاتك
تحياتي ..........

السلام عليكم

قصة مؤثرة ... مبكية ... محركة للمشاعر
السرد رائع ويجعل القاريء يتخيل المشاهد امامه

لن اقول سوى انكِ مبدعة ... مبدعة ... مبدعة

و بـ انتظار جديدكِ دائماً

موفقة في القادم

~

راتشيل كتب:: السلام عليكم

قصة مؤثرة ... مبكية ... محركة للمشاعر
السرد رائع ويجعل القاريء يتخيل المشاهد امامه

لن اقول سوى انكِ مبدعة ... مبدعة ... مبدعة

و بـ انتظار جديدكِ دائماً

موفقة في القادم

~

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاتــه..
و عادت ملهمتـــي ..راتشـــيل حبيبة قلـــبي ع طوول..
ولن أقول اي شيء يصف حبي لردودك غاليتي..
سعيدة بمرورك..
تحيـــاتــــي..

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
يآلي خلـآني أقرأهآ هو
في بنت صرآحهة أشوفهآ " غريبة "
عندي بالمدرسة حاولت تنتحر يوم الجمعة يالي قبل الي فات
وانتحرت بنفس الطريقة ..
جابت سكينة وقطعت بيها شريآنهآ يالي في يدها اليسرى
بس اهلها لحقوها والحمد لله ..
وهي لسآتهآ عآيشة والحمد لله مآ مآتت
وللأسف للأسف للأسف كآن السب .... الحب
يتأثرون بالدرآمآ ويروحوآ ينفذوهآ ..
قصة رآئعة جدا جدا و مبدعة في وصف الأحداث عزيزتي شكرا جدا
في حفظ الله و رعايته

Smiley girl كتب:: رووووووووووووعة بمعنى الكلمة
حتى عيوني دمت تصدقين
تسلم أيدك
اكملي إبداعاتك
تحياتي ..........

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
أهلاً غاليتي..
شكراً جزيلاً على كلامكِ الجميل..
سعيدة أنها اعجبتكِ..
تحيـــاتـــي..

Roisin كتب:: السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
يآلي خلـآني أقرأهآ هو
في بنت صرآحهة أشوفهآ " غريبة "
عندي بالمدرسة حاولت تنتحر يوم الجمعة يالي قبل الي فات
وانتحرت بنفس الطريقة ..
جابت سكينة وقطعت بيها شريآنهآ يالي في يدها اليسرى
بس اهلها لحقوها والحمد لله ..
وهي لسآتهآ عآيشة والحمد لله مآ مآتت
وللأسف للأسف للأسف كآن السب .... الحب
يتأثرون بالدرآمآ ويروحوآ ينفذوهآ ..
قصة رآئعة جدا جدا و مبدعة في وصف الأحداث عزيزتي شكرا جدا
في حفظ الله و رعايته

وعليكم السلام ورحمة اللـــه وبركــاته..
اممممممم...
قضية باتت منتشرة بكثرة مؤخراً في مجتمع
بات يقلد الغرب في كل شيء..
على كل حال..الحمد لله ع سلامتها..
وشكراً لكِ على ردكِ اختـــي
سعيدة أنها أعجبتكِ...
تحيـــاتـــي...

» قصة قصيرة : " أختي الصغيرة " ♥